ثم يقول رحمه الله: "وإذا كان صفة العلو والفوقية صفة كمال، لا نقص فيه، ولا يستلزم نقصاً، ولا يوجب محذوراً، ولا يخالف كتاباً ولا سنة ولا إجماعاً، فنفي حقيقته يكون عين الباطل والمحال الذي لا تأتي به شريعة أصلاً" فأي صفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه ولا تستلزم محذوراً، ولا تخالف كتاباً ولا سنة، فالله سبحانه وتعالى أولى بأن تثبت له سبحانه وتعالى، وأي صفة نقص -كالجهل مثلاً فهو نقص حتى في المخلوق- فإنها لا تثبت لله سبحانه وتعالى.
وإذا كان هناك صفة كمال في المخلوق، لكنها بوجه من الوجوه صفة نقص في الخالق، فإننا لا نثبتها لله عز وجل؛ مثل الزواج؛ فبالنسبة للمخلوق يعتبر صفة كمال، ولو كان عقيماً أو عنيناً لا يتزوج، فإن ذلك نقص في حقه، فإذا كان في الصفة جانب نقص بوجه من الوجوه، فإنها لا تثبت لله تعالى، ولهذا قال تعالى: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ))[الإخلاص:1-3] وقال تعالى: ((مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا))[الجن:3].
وهذه كلها قواعد عقلية عامة نرد بها على من ينكرون صفات الله سبحانه وتعالى، ثم عند التفصيل ننظر في الصفة.